انا والليل الجزء الخامس بقلم الشاعر ابراهيم الباوي
إنني ياليلُ اقضي جُلَّ عمري بالنزوحْ
بالرواسي الشم امشي لستُ أمشي بالسفوحْ
يا صديقي لاتلمني إن في قلبي طموحْ
أن أرى الأوطان تشفى من أذى تلك الجروحْ
******
إنني ياليلُ ادري ان انشادي نواحْ
فأزال الحزنَ عني في تصافٍ ومُزاحْ
يا صديقي انت تدري انما الدهر كفاحْ
لايطير الطيرُ الا بعدما ينمو الجناحْ
******
إنني ياليلُ اشكو من صميم ِ القلبِ قلبي
كلما اذكر خِلا ضجَّ بالآهاتِ جنبي
يا صديقي كيف اغفو ويعاني الذبحَ شعبي
إنني ياليلُ امشي والاله الحق حسبي
******
إنني ياليلُ ابقى في أتون ِ الحبَّ الظى
دمر الوجدُ كياني في الهوى طولاً وعَرضا
يا صديقي لو تراني في عذابي كيف ترضى
إنني ياليلُ جَفنٌ لم يَعُدْ ينشد غمضا
******
إنني ياليلُ أشقى من ثكول ِ في عزيزْ
في بلاد الذبح اضحى معزف الناي ازيزْ
هل رأيتَ الشلو يطفو فوق فيض ٍ من نزيز
إنني ياليلُ شرعٌ ذبح طفل ٍ لا يُجيزْ
******
إنني ياليلُ اشجى من اليفٍ في اليفه
هائم في كل فج اصبحَ الوجدُ حليفه
يا صديقي لستُ ابكي للصباباتِ العنيفه
انما ابكي لشعبٍ ضجَّ من جور الخليفه
******
إنني ياليلُ شعبٌ صيغَ من قوس ِ قزحْ
كلّ ُ اطيافي تلاقت في تصافٍ وفرح
إنني ماض ِ بدربي ليس يثنيني شبح
هُزم الارهابُ لما زاخر الحبَّ طفح
******
إنني ياليلُ جسرٌ مَرّت الارزاءُ فوقه
وجيوشُ البغي رامت في سلاح ِ الظلم سحقه
يا صديقي كيف يغفو من يريد الكلّ ُ محقه
إنني ياليلُ غربُ ضمَّ في الارزاء شرقه
******
إنني ياليلُ عاثت ببلادي الدخلاءْ
طعنة ُ الجيران تبقى فوق ظهري كالوباءْ
ان جاراً خاضَ ظلماً في دماءِ الأبرياءْ
برئت منه التكايا ومحاريبُ الدعاءْ
******
إنني ياليلُ الوي لجمال ِ الغيدِ جيدي
في شراييني ضرامٌ وافتتانٌ في وريدي
يا صديقي كيف أبدي الصدَّ في عُمر ِ مديدِ
اكتبُ الشعرَ وأبدي النزفَ قسراً من قصيدي
******
إنني ياليلُ لونٌ صارخٌ لم يبهتِ
قد رأيتُ الحبَّ القى نوره في مقلتي
يا صديقي ان شعري صرخة لم تسكتِ
إنني ياليلُ امشي والردى في خطوتي
******
إنني ياليلُ ارثي من صميم القلبِ نفسي
اهب الشهدَ ويُملي من شديد الصابِ كأسي
يا صديقي سوفَ تبكي حينما تحضر عرسي
إنني ياليلُ حفلٌ هامَ عِشقاً بالتأسي
******
إنني ياليلُ أطوي بين اجفاني الحرائق
تأكل الاشواكُ خطوي عندما أسقى الحدائق
يا صديقي ان نزفي ينبتُ الارضَ شقائق
ان وجداً مسَّ قلبي شاع في كلَّ الخلائق
******
إنني ياليلُ دوماً يستبيح القيدُ خطوي
تنزع الاصفادَ كفي ويغذ السيرَ نحوي
ندَّ عني يا صديقي في الورى صوتٌ مدوي
لن تُهمشْني البرايا ليس يُقصيني عدوي
******
إنني ياليلُ سَمعٌ ملَّ من صوتِ القذيفة
اجمع الاشلاءَ دوماً في مساحاتٍ مخيفة
يا صديقي كيف نبني الحبَّ من كذبِ الصحيفة
إنني ياليلُ جرحُ قد رأى الكلّ ُ نزيفه
******
إنني ياليلُ رجعٌ لصدى صوتِ الضميرْ
ليتيم ٍ سحَّ دمعاً والتياعي للفقيرْ
يا صديقي كيف ابقى هادئ الجَفن ِ قريرْ
وسيوفُ البغيَّ تبغي في المسا ذبحَ الصغيرْ